الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

حكاية الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه والأرملة وأطفالها الجياع

حكاية
الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه والأرملة وأطفالها الجياع

قال زيد بن أسلم رضي الله عنه رأيت ليلة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو يطوف مع العسس فتبعته فقلت أتأذن لي أن أصحبك قال نعم فلما خرجنا من المدينة رأينا نارا من بعيد فقلنا ربما يكون قد نزل هناك من مسافر فقصدنا النار فرأينا امرأة أرملة ومعها ثلاثة أطفال وهم يبكون وقد وضعت لهم قدرا على النار وهي تشاغلهم وهي تقول اللهم أنصفني من عمر وخذ لي بالحق منه فإنه شبعان وأطفالي جياع.
 فلما سمع عمر - رضي الله عنه - ذلك تقدم وسلم عليها وقال لها أتأذنيني أن أدنو إليك قالت إن كان بخير فبسم الله .
فتقدم عمر - رضي الله عنه - إليها وسألها عن حالها وحال أطفالها فقالت نعم وصلت - وهؤلاء أطفالي معي - من مكان بعيد وأنا جائعة والأطفال جياع ..
وقد بلغ مني ومنهم الجهد والجوع وقد منعهم عن الهجوع.
 فقال عمر رضي الله عنه وأي شيء في هذه فقالت فيها ما أشاغلهم به ليظنوا أنه طعام فيصبروا قال فعاد إلى المدينة وقصد دكان بياع الدقيق وابتاع منه ملء جراب وقصد دكان السمان فابتاع منه سمنا ووضع الجميع على عاتقه ومضى يطلب المرأة والأطفال.
 فقلت يا أمير المؤمنين ناولنيه لأحمله عنك.
 فقال إن حملته عنى في الدنيا فمن يحمل ذنوبي في الآخرة ومن يحول بيني وبين دعاء تلك المرأة وجعل يسعى - وهو يبكي - إلى المرأة.
 فقالت المرأة جزاك الله عني أفضل الجزاء.
 فأخذ عمر - رضي الله عنه - جزءا من الدقيق وشيئا من السمن ووضعهما في القدر وجعل يوقد النار فكلما أرادت النار أن تخمد نفخها وكان الرماد يسقط على وجهه ومحاسنه حتى انطبخت القدر فوضع الطبيخ في القصعة.
 وقال للأطفال كلوا فأكلت المرأة والأطفال.
 فقال أيتها المرأة لا تدعين على عمر فإنه لم يكن له منك ولا من أطفالك علم ولا خبر.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق