الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

حكاية: أبوحازم والخليفة سليمان بن عبدالملك

حكاية
أبوحازم والخليفة سليمان بن عبدالملك

قيل دخل أبو حازم على سليمان بن عبد الملك, فقال له الملك ما لنا نكره الموت؟
 فقال: لأنكم عمرتم دنياكم وأخربتم آخرتكم فأنتم تخافون أن تنقلوا من العمران إلى الخراب.
قال : فأخبرني كيف قدوم الخلق على الله تعالى؟
 فقال: أما المحسن فكالقادم على أهله فرحا مسرورا وأما المسئ فكالعبد الآبق يقدم على مولاه خائفا مذعورا .
قال: فأي الأعمال أفضل؟
 قال: أداء الفرائض واجتناب المحارم.
قال: فأي الدعاء أفضل؟
 قال : دعاء الملهوف للمحسن إليه.
قال: فأي الصدقات أفضل؟
 قال : جهد المقل لا من فيه ولا أذى.
قال: فأي القول أفضل؟
قال : كلمة الحق في موضع يخاف فيه.
 فقال: فاي الناس أفضل وأعقل؟
 قال: من عمل بطاعة الله ودل عليها.
 قال: فأي الناس أجهل؟
 قال :من باع آخرته لدنيا غيره .
قال: فعظني .
قال: يا أمير المؤمنين نزه ربك أن يراك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك .
قال فبكى سليمان بكاء شديدا .
فقال له رجل من جلسائه أسأت إلى أمير المؤمنين.
قال له أبو حازم اسكت فإن الله تعالى أخذ على العلماء ميثاقهم ليبيننه للناس ولا يكتمونه.
فلما دخل سليمان منزله أنفذ إليه جملة من الدنانير , فقال أبو حازم لرسوله ردها إليه وقل له والله ما أرضاها لك فكيف أرضاها لنفسي خذها فأنت المحاسب عليها .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق